لاعبو الوداد أمام فرصة تاريخية في مونديال الأندية 2025
تفتح مشاركة نادي الوداد الرياضي المغربي في نهائيات كأس العالم للأندية 2025 آفاقا واسعة أمام الفريق، ليس فقط على مستوى التنافس الرياضي، بل أيضا كنافذة إستراتيجية للتسويق الرياضي وترويج أبرز نجومه في سوق الانتقالات.
وفي تصريحات إعلامية سابقة، شدد هشام آيت منا، رئيس مجلس إدارة النادي، على الأهمية البالغة لهذه المشاركة، مشيرا إلى أن مسؤولي الوداد يخططون لاستثمار الحدث بأفضل طريقة ممكنة، سواء على الصعيد الرياضي أو التسويقي.
تظاهرة عالمية تحت الأضواء
لم تعد كأس العالم للأندية مجرد منافسة تقليدية تنتهي عند إعلان الفائز، بل تحولت إلى منصة عالمية يترقبها الكشافون والوكلاء الرياضيون لاكتشاف المواهب، خصوصا من خارج الدوريات الأوروبية الكبرى.
تاريخ البطولة يؤكد قيمة المسابقة تسويقيا، فنسخة 2013 على سبيل المثال شهدت بروز لاعبي الرجاء الرياضي بعد وصولهم إلى النهائي، ما فتح لهم الباب أمام آفاق أخرى. كما تألق في نسخ أخرى لاعبون من الأهلي المصري والترجي التونسي، ما سرع انتقالهم نحو وجهات احترافية أكبر.
الوداد يمتلك منتجا قابلا للتصدير
رغم بعض التذبذب في الأداء مؤخرا، يظل “وداد الأمة” فريقا غنيا بالمواهب، خصوصا في خط الوسط والدفاع، إلى جانب بعض الأسماء الواعدة في الهجوم. هؤلاء اللاعبون يمثلون “منتجا كرويا” يمكن تسويقه بأسعار منافسة مقارنة بسوق اللاعبين في أوروبا.
ومن بين أبرز الأسماء المرشحة للفت الأنظار: محمد الرايحي: مهاجم يتميز بالسرعة والفعالية، ويملك تجربة قارية ناجحة. المهدي مباريك: لاعب وسط متزن، يجمع بين المهارة والنضج التكتيكي. المهدي بنعبيد: حارس واعد، تألق مؤخرا وبات اسمه مطروحا كخيار مستقبلي لأندية في الخليج أو أوروبا، خاصة أنه ثالث الخيارات في قائمة حراس المنتخب المغربي الأول بعد ياسين بونو ومنير المحمدي.
كشافون ووكلاء.. تحت المجهر
مباريات الوداد في المونديال، خاصة أمام أندية بحجم مانشستر سيتي ويوفنتوس والعين الإماراتي، ستجلب أنظارا إعلامية وكشافين كبار.
هذا الزخم يضع لاعبي الفريق أمام فرصة لا تعوض لإبراز إمكاناتهم الفردية والجماعية، في وقت أصبحت فيه مثل هذه البطولات منصة لتقييم اللاعبين من جانب الأندية العالمية.
تحدي الجاهزية الإدارية
غير أن التسويق الناجح للاعبين لا يقتصر على الأداء في الملعب، بل يتطلب تحركا إداريا متكاملا، يتمثل في: إعداد ملفات احترافية للاعبين وتسويقهم عبر المنصات الإعلامية والرقمية وتعزيز التواصل مع وكلاء ولاعبي الكرة الدولية.
في الوقت ذاته، على إدارة الوداد أن تكون يقظة في الحفاظ على مصالح النادي، من خلال التفاوض الذكي ورفع القيمة السوقية للاعبيه قبل الدخول في أي مفاوضات محتملة، بما يضمن مردودا ماليا يعزز ميزانية الفريق ويدعم صفقات مستقبلية.
فرصة ثمينة
وتبقى مشاركة الفريق البيضاوي في كأس العالم للأندية 2025 فرصة ثمينة، لا ينبغي التفريط بها. الحدث يمثل فرصة مزدوجة: من جهة، تشريف الكرة المغربية في محفل عالمي، ومن جهة أخرى، الترويج للاعبي الفريق وتسويقهم دوليا.
وإذا ما تم استغلال هذه الفرصة بالشكل المطلوب، فقد نشهد في المستقبل القريب انتقال وجوه ودادية جديدة إلى الدوريات الأوروبية والخليجية، وهو ما سيكون له انعكاس إيجابي على مستوى الفريق والكرة المغربية بشكل عام.