5 أسباب تجعل ريال مدريد المرشح الأول لنيل كأس العالم للأندية
منذ انطلاق بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الجديدة، تحولت أنظار عشاق الساحرة المستديرة إلى الولايات المتحدة، حيث ستقام المسابقة هذا الصيف بمشاركة 32 فريقًا من مختلف القارات، في وقت يبرز فيه ريال مدريد كأول مرشح لنيل اللقب، ليس فقط لما يحمله من تاريخ وألقاب، بل أيضًا لما يملكه من تركيبة فنية وبشرية.
بطل أوروبا لعامي 2022 و2024، يدخل البطولة بآمال كبيرة، ويملك الدافع لتأكيد هيمنته القارية على الساحة العالمية. النادي الذي تعوّد جمهوره على البطولات لا يرضى بالمرتبة الثانية، خاصة بعد موسم محبط خال من الألقاب الكبرى، وهو ما يجعل من هذه البطولة فرصة ذهبية لحفظ ماء الوجه واستعادة الكبرياء.
في هذا السياق، نرصد خمسة أسباب محورية تجعل من ريال مدريد المرشح الأبرز للتتويج باللقب.
إنقاذ الموسم.. دافع لا يمكن تجاهله
حين يتعلق الأمر بريال مدريد، فإن غياب الألقاب لا يعد مجرد تعثر، بل يعتبر كارثة كروية. هذا الموسم، اكتفى الفريق فقط بلقب السوبر الأوروبي وكأس الأندية الدولية، من دون أي إنجاز يذكر في المسابقات الكبرى: لا دوري الأبطال، لا الليغا، ولا حتى كأس الملك. تم إقصاؤه من دوري الأبطال على يد أرسنال في ربع النهائي، وتلقى صفعات متتالية من غريمه التقليدي برشلونة في مباريات الكلاسيكو التي كرست هيمنة الكتالونيين محليًّا.
هذا الفشل الذريع يفرض على إدارة النادي والمدرب الجديد والجماهير وكل من يرتدي القميص الأبيض، مهمة استثنائية تتمثل في رد الاعتبار. البطولة العالمية تمثل الفرصة الأخيرة لهذا الجيل من اللاعبين لتحقيق ما يذكر، وعدم إنهاء الموسم صفر اليدين.
كل هذا يجعل من لاعبي ريال مدريد يدخلون المونديال بحالة ذهنية أقرب إلى معركة وجودية لا تقبل الخطأ. إنها ليست بطولة إضافية، بل فرصة للخلاص.
تشابي ألونسو ورغبة قوية في بداية مثالية
التغيير الجذري الذي طرأ على القيادة الفنية هذا الصيف حمل في طياته الكثير من الترقب. بعد رحيل كارلو أنشيلوتي، الرجل الهادئ الذي قاد الفريق لعديد الألقاب، جاء الدور على تشابي ألونسو، نجم الفريق المعتزل ومدرب باير ليفركوزن السابق الذي أعاد صياغة كرة القدم الألمانية بأسلوبه الجريء.
ألونسو يدخل أول اختبار رسمي له مع “الميرنغي” في هذه البطولة، وكل العيون شاخصة نحوه. جمهور البرنابيو لا يمنح وقتًا طويلاً لأي مدرب جديد، ولا يحتمل الخسارة، حتى وإن كانت “ودية”.
لذلك، فإن الفوز بلقب كأس العالم للأندية يمثل أكثر من مجرد لقب: إنه شهادة ميلاد لحقبة جديدة تحت قيادة ألونسو، يثبت من خلالها قدرته على قيادة سفينة مليئة بالنجوم والطموحات. الرجل ذاته صرح في مؤتمره التقديمي أنه يطمح إلى وضع بصمته الخاصة، وهذا هو الميدان المثالي لتحقيق ذلك.
مبابي وحلم “البالون دور”.. كأس العالم للأندية فرصة ذهبية
منذ انضمامه إلى ريال مدريد، وكيليان مبابي يحارب الزمن من أجل هدف واحد: الكرة الذهبية. الموسم الأول له كان فرديًا ممتازًا، تُوج فيه بالحذاء الذهبي الأوروبي، لكن غياب الألقاب الكبرى جعله خارج حسابات الجائزة الأكبر. كأس العالم للأندية تمثل الفرصة الذهبية لإحياء هذا الحلم، خاصة وأن موعد الإعلان عن الكرة الذهبية سيكون في نهاية الصيف.
مبابي لاعب يعرف كيف يسرق الأضواء في المحافل الكبرى. التألق في هذا المونديال، أمام فرق من كافة القارات، سيعيده مباشرة إلى دائرة المنافسة على “البالون دور”، خصوصًا إذا تمكن من قيادة فريقه للفوز وتسجيل أهداف حاسمة.
الصحافة المدريدية تتحدث بإصرار عن ضرورة تقديم مبابي “بطولة استثنائية” لإنهاء السباق لصالحه، وهذا التحدي الشخصي سيكون دافعًا لا يستهان به.
ريال مدريد.. نادٍ لا يعرف الفشل
لو كان لأي نادٍ في العالم أن يحوّل الكارثة إلى انتصار، فهو ريال مدريد. تاريخه مكتوب بالحروف الأولى للبطولات، لكن الأهم من ذلك هو عقليته التي لا تقبل الاستسلام.
حتى في أسوأ مواسمه، يجد الفريق دائمًا وسيلة للعودة، وكأن الفشل يحرضه أكثر من أي شيء على النهوض. هذه الروح لن تغيب بلا شك عن الفريق في كأس العالم للأندية.
لاعبون مثل فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام يعرفون أنهم لم يكونوا على الموعد هذا الموسم، وأن أعين الجماهير مشككة بقدراتهم. ومع صيف لا يرحم على الأبواب، لن يرغب أي منهم في دخوله والشك يحوم حول مكانه في التشكيلة.
إن كأس العالم للأندية ليست فقط فرصة للفريق، بل لكل نجم يبحث عن تحسين صورة موسمه واستعادة هيبته. التاريخ يقول إن ريال مدريد في لحظات الضغط يقدم أفضل عروضه.
ميركاتو قوي أعاد التوازن للفريق
قد لا يكون الصيف قد انتهى، لكن الريال كان سباقًا في التحرك. الصفقات الجديدة التي أبرمها تعكس رغبة الإدارة في إعادة التوازن، خاصة دفاعيًّا، بعد موسم شهد تذبذبًا واضحًا في الخلف.
وأعطى التعاقد مع دين هايسين وترينت ألكسندر أرنولد الفريق دفعة نوعية في العمق والجناحين، وهو أمر كان مفقودًا في أغلب فترات الموسم المنقضي، بقيادة المدرب كارلو أنشيلوتي.
بفضل هذه الاستقدامات، بات الريال أكثر صلابة وتنوعًا، ولديه اليوم خيارات تكتيكية أكثر، تمكن تشابي ألونسو من تنفيذ فلسفته من دون المعاناة من الغيابات الدفاعية.
كما أن هذه التدعيمات سترفع حدة التنافس بين اللاعبين، وهو دائمًا ما يكون وقودًا للنجاح في الأندية الكبيرة. وبالتالي فإن الدخول إلى كأس العالم للأندية بهذا الزخم من التغيير والتجديد يجعل من ريال مدريد فريقًا جاهزًا بدنيًّا ونفسيًّا لخوض غمار التحدي العالمي بكل ثقة.