لماذا خسر الأردن أمام العراق وما ردة فعل جماهيره؟
لم تكن خسارة منتخب الأردن لكرة القدم أمام ضيفه العراقي 0-1 مستساغة، فهي جاءت بعد أول مباراة يخوضها وهو متأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 لأول مرة بتاريخه.
ولم يقدم منتخب النشامى الأداء المنتظر منه والذي يلبي تطلعات جماهير التي احتشدت قبل 6 ساعات من موعد المباراة، أملاً بتتويج المسيرة “بمسك الختام”.
ووفقاً لذلك، فإن منتخب الأردن لم ينجح على امتداد تاريخ لقاءاته مع العراق في تصفيات كأس العالم، على تحقيق الفوز عليه في العاصمة عمان، حيث تغلب عليه مرة واحدة خلال تصفيات 2014 وفي مدينة أربيل بنتيجة 2-0.
ويسلط موقع winwin الضوء في هذا التقرير، على الأسباب التي كانت وراء خسارة الأردن في أرضه وبين جماهيره في ختام مشواره في تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وذلك وفقاً للتالي:
منتخب الأردن بلا مرونة تكتيكية
ينتهج منتخب النشامى منذ مشاركته في كأس آسيا التي توج بها وصيفاً، الأسلوب والطريقة ذاتهما، وأصبح بالتالي مكشوفاً للمنتخبات التي يواجهها وبخاصة منتخب العراق.
وعرف الأسترالي أرنولد مدرب العراق كيف يحيد قدرات منتخب الأردن بفرض الرقابة اللصيقة على خط المقدمة الذي غابت إنتاجيته وفاعليته الهجومية.
ويفتقر منتخب الأردن للمرونة التكتيكية، فهو من الصعب أن يغير أسلوب أو طريقة اللعب، فالفوز لديه لا يتحقق إلا إذا كان الثلاثي موسى التعمري وعلي علوان ويزن النعيمات في الموعد، وثلاثتهم لم يقدموا المأمول منهم.
ويحتاج منتخب الأردن في رحلة التحضير إلى كأس العالم، بإتقان أكثر من أسلوب، وبحيث ينجح في إيجاد الحلول، فالاعتماد على فرديات اللاعبين وما يمتلكونه من سرعة ومهارات لا يعد كافياً، فلا بد من تنويع وبخاصة في عملية البناء الهجومي.
تشتت ذهني ولاعبون يفكرون بالاحتفال
بدا واضحاً أن الحافز لدى النشامى لم يكن كما كان سابقاً، ولا شك أن حسم التأهل كان له تأثير سلبي واضح على تركيز اللاعبين بدليل إهدار أكثر من فرصة، فضلاً عن مسحة التسرع الواضحة في عملية التمرير وحتى الانتشار.
ورغم البداية القوية للمنتخب العراقي ورغبته الجامحة في تسجيل الأهداف، إلا أن النشامى لم يضع خطورة منافسه بعين الاعتبار، ولولا الحارس المتألق يزيد أبو ليلى لربما خرج في الشوط الأول متأخراً بهدفين.
وظهر أن لاعبي المنتخب الأردني جاؤوا إلى ملعب المباراة، وتفكيرهم محصور بالاحتفال وكيفية التقاط الصور، ولم تكن هناك جدية كبيرة في التعامل مع معطيات المباراة، أو تفكير حول ماذا يريدوا من المباراة، ليبدو وكأن المهمة انتهت رسمياً في مسقط.
تعديلات اضطرارية على التشكيلة
اضطر جمال سلامي مدرب الأردن إلى إجراء تعديلات على التشكيلة الرئيسة، نظراً لحالة الإرهاق والإصابات، ليفقد منتخب النشامى قدرته على فرض السيطرة وبخاصة في منطقة العمليات، حيث كان من الأفضل البدء بعامر جاموس الذي خاض آخر 3 مواجهات أساسيًا، واللاعب يتمتع بالشغف والرغبة في تقديم نفسه.
وتأثر منتخب الأردن بغياب نجمه الأول موسى التعمري عن اللقاء، وظهرت المسافات متباعدة بين يزن النعيمات وعلي علوان وحتى محمود مرضي بفضل الرقابة الصارمة التي فرضها الدفاع العراقي، لتصبح عملية التمرير فيما بينهما صعبة، فتم الاعتماد على كرات عرضية لم تأت بالمطلوب.
التخوّف من الإصابات
أكد جمال سلامي أنه أهم شيء تحقق في مباراة العراق أن لاعبي المنتخب، أنهوا المباراة دون التعرض لأي إصابة، وهو ما يدلل على حجم المخاوف التي كانت تنتاب اللاعبين أثناء اللقاء.
ويبدو أن جميع لاعبي منتخب الأردن يتمنون تجنب الإصابة لضمان المشاركة في كأس العالم، وهذا تفكير يخلو من المنطق، وقد يؤثر على أداء ودافعية اللاعبين في المواجهات المقبلة وبخاصة في بطولة كأس العرب.
وقد يكون التخوف من الإصابات قد نبع من الروح القتالية والشراسة الدفاعية التي أبداها دفاع أسود الرافدين، حيث تعرض علي علوان ويزن النعيمات للعرقلة في أكثر من مرة.
ردة فعل الجماهير الأردنية
من خلال رصد winwin، لردود الجماهير الأردنية على الخسارة أمام العراق، فقد بدت غاضبة وعاتبة، وانتقدت المدرب جمال سلامي واللاعبين أنفسهم.
وثمة من الجماهير من طالب بالبحث عن مدرب جديد يقود النشامى في كأس العالم على اعتبار أن سلامي لم ينجح في مشوار التصفيات سوى تحقيق الفوز على فلسطين وعُمان ذهاباً وإياباً، فيما خسر بأرضه وبين جماهيره أمام كوريا الجنوبية 0-2 والعراق 0-1.
ويأتي هذا الغضب كون الجماهير كانت تتأمل أن يؤكد النشامى جدارته بالتأهل إلى كأس العالم من خلال تحقيق الفوز على العراق ولا سيما أنه كان متسلحاً بعامل الأرض ومنتشياً ببطاقة التأهل التاريخية.