طرد أسينسيو أثبت براعة تشابي ألونسو مع ريال مدريد
تجاوز ريال مدريد بطاقة حمراء مبكرة تعرض لها مدافعه الشاب راؤول أسينسيو، ليفوز على باتشوكا المكسيكي بـ 3-1 في الجولة الثانية من كأس العالم للأندية 2025 المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الفوز الأول له تحت قيادة مدربه الجديد تشابي ألونسو، بعد تعادله في المباراة الأولى أمام الهلال السعودي.
واقترب ريال مدريد بهذا الفوز من الصعود لمرحلة خروج المغلوب من البطولة، ومن المقرر أن يواجه ريد بول سالزبورغ في المباراة النهائية لدور المجموعات يوم 27 يونيو/ حزيران في فيلادلفيا.
خطأ فادح آخر من راؤول أسينسيو
ارتكب راؤول أسينسيو خطأ فادحًا أمام الهلال في المباراة الأولى تسبب في ركلة جزاء تعادل منها الهلال، وفي تلك المباراة، استُبدل أسينسيو بين الشوطين، وبدلاً من أن يتعلم من الخطأ، عاد وكرره بالكربون أمام باتشوكا، عندما عرقل سالومون روندون الذي انفرد بالمرمى وتلقى هذه المرة بطاقة حمراء مستحقة.
زميله الحارس تيبو كورتوا خرج بنفسه وانتقد مثل هذه الأخطاء المكررة، وقال: “مباراتان، ومرتان، نفس الخطأ تقريبًا. علينا أن نكون أكثر ذكاءً وألا نرتكب هذا الخطأ، لكنه يعلم ذلك ولا مشكلة”.
ربما ساهمت النتيجة بفوز ريال مدريد في إخفاء خطأ أسينسيو قليلاً، لكن تأثيره تسبب في إرهاق الفريق، خاصةً مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 33 درجة مئوية في ملعب بنك أوف أمريكا.
وأنهى المدافع الموسم الماضي بشكل سيئ، وبدأ الموسم الحالي بنفس الأداء السيئ، رغم أن بدايته كانت واعدة في الموسم الماضي، ودفعت النادي لتجديد عقده حتى عام 2031.
شهدت هذه المباراة عودة أنطونيو روديغر للعب بعد إصابته في الركبة، حيث لعب 13 دقيقة حتى الآن، ولن يعزز تعافيه فرص ظهور أسينسيو مرة أخرى.
تُعدّ البطاقة الحمراء التي تلقاها المدافع البالغ من العمر 22 عامًا الآن الأسرع على الإطلاق في أي بطولة أندية بين القارات. الرقم القياسي السابق كان يحمله ماتيوس بيريرا، لاعب الهلال، الذي طُرد في الدقيقة 14 من مباراة تحديد المركز الثالث في كأس العالم للأندية 2022.
يُسلّط هذا الطرد، الضوء على مخاطر إشراك لاعبين عديمي الخبرة في البطولات الكبرى. وبينما نجح لوس بلانكوس في تحقيق الفوز، كان من الممكن أن يُغيّر الطرد المُبكر نتيجة المباراة بسهولة لصالح الفريق المكسيكي.
انتقل لاعب الوسط أويليان تشواميني إلى مركز قلب الدفاع بعد طرد أسينسيو، ليسد هذا العجز، وهو المركز الذي لعب فيه بشكل مؤقت الموسم الماضي لكنه لا يجيد فيه، وبالتالي سيكون على أسينسيو أن يتحلى بمسؤولية أكبر، لأن ريال مدريد عانى الموسم الماضي بسبب غيابات المدافعين بسبب الإصابة، وليس بحاجة لمشاكل أكبر بسبب الأخطاء والطرد.
ريال مدريد أفضل وهو منقوص لهذا السبب
مع مواجهة تيبو كورتوا 11 تسديدة على المرمى أمام باتشوكا، وهو رقم ضخم، قد تظن أن ريال مدريد كان تحت ضغط كبير من جانب الفريق المكسيكي، خاصة أنه قضى معظم المباراة منقوص العدد.
لكن على أرض الواقع أدار الفريق الملكي المباراة بشكل جيد، بفضل الكفاءة الفردية والإدارة الذكية من تشابي ألونسو، بتنوع حتى في تسجيل الأهداف، وهدد مرمى باتشوكا دائمًا، لدرجة أنك قد تظن أن الريال هو الفريق الذي يتمتع بأفضلية عددية.
عندما بدأ إيقاع المباراة يرتفع في الشوط الثاني، وبدأ ريال مدريد يفقد السيطرة على الكرة، كان إشراك ألونسو للثنائي المخضرم لوكا مودريتش وداني سيبايوس بمثابة الترياق الأمثل لضغط باتشوكا، حيث فرض الثنائي سيطرتهما على الكرة لفترات أطول، مع استعادة ريال مدريد لأفضليته، وهو ما يحسب للمدرب الإسباني الشاب الذي تعامل مع الطرد بأفضل طريقة.
في الأخير، لم يكن هذا الأداء مثاليًّا من فريق المدرب الجديد تشابي ألونسو، لكنه أفضل بكثير من الأداء أمام الهلال، ورغم استمرار وجود بعض المشاكل الدفاعية، إلا أن الأداء الهجومي كان مميزًا.