فوز الهلال على مانشستر سيتي يمثل انتصارًا لكرة القدم
شهدت مباريات يوم الثلاثاء في كأس العالم للأندية 2025 مفاجأة كبيرة، حيث خرج العملاقان الأوروبيان مانشستر سيتي وإنتر من دور الـ 16 على يد الهلال السعودي وفلومينينسي البرازيلي، في يوم كان صاعقًا لكرة القدم العالمية.
وبالفعل سارع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إنفانتينو، عقب نهاية المباراة إلى إعلان تلك النتائج باعتبارها نذير معركة بين القارات، وقال على إنستغرام: “لقد بدأ عصر جديد لكرة القدم”.
كان محقًا في وصفه، فقد كانت الفوارق الفنية بين السيتي والهلال واضحة في ظل حتى غيابات الزعيم القوية في الهجوم مثل سالم الدوسري وألكسندر متروفيتش، وهما أفضل هدافين للفريق السعودي، في المقابل يدخل مانشستر سيتي المباراة وهو مدجج ترسانة هجومية كاملة، لكن هذه الفوارق تم إذابتها عن طريق القوة والانضباط والعمل التكتيكي المميز.
الهلال ينتصر لكرة القدم
بالنسبة للهلال وللكرة السعودية، كان هذا النصر عبارة عن بيان ونتيجة للاستثمار الرائع للمملكة في كرة القدم، على بُعد بوصات من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو ورئيس مجلس إدارة مانشستر سيتي خلدون المبارك، دفن رئيس نادي الهلال فهد بن نافل رأسه بين يديه وانفجر بالبكاء، كانت لحظة تعبر عن كل شيء، وخاصة عن نجاح خطة النادي.
وفي الأخير وقف أمام النفق وعانق جميع اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني الذين ساعدوا بطل دوري أبطال آسيا 2021 على هزيمة أنجح نادٍ إنجليزي لكرة القدم في آخر 15 عامًا، ليضمنوا مكانًا في ربع النهائي ضد فلومينينسي البرازيلي.
استثمر النادي السعودي بشكل كبير في التعاقد مع نجوم أوروبيين منذ استحواذ صندوق الاستثمارات العامة التابع للدولة على أربعة فرق في الدوري السعودي للمحترفين عام 2023 في إطار جهوده الرياضية العالمية.
وجود نادٍ آسيوي وشرق أوسطي وعربي في ربع النهائي، بالإضافة إلى فريقين من البرازيل، هو رسالة لانتصار كرة القدم على “سطوة” أوروبا، فالهلال نفسه صعب الحياة على ريال مدريد الكبير وسالزبورغ في دوري المجموعات.
فضلاً عن ذلك، كانت مباراةً آسرةً… النوع الذي تحتاجه البطولة. بعد فوز فلومينينسي على إنتر، بدا هذا يومًا إيجابيًا لكأس العالم للأندية، حيث ركزت البطولة على أرض الملعب بدلًا من الحر والعواصف والمقاعد الفارغة.
كرة القدم قبل المال
لطالما اتُهم الأوروبيون الذين انتقلوا إلى السعودية بوضع المال على حساب مسيرتهم المهنية، لكن الهلال، المحروم من أفضل لاعبيه، ألكسندر ميتروفيتش وسالم الدوسري، تفوق على مانشستر سيتي بهجمات مرتدة سريعة، وبانضباط، ففريق الهلال الذي هزم السيتي فاز بجماعيته وليس بتشكيلة مدججة بالنجوم عكس السيتي نفسه.
أكد لاعبو الهلال أنهم جاؤوا ليلعبوا كرة القدم الحقيقية وليس فقط الحصول على المال، وكأنهم قادمون للسعودية للاعتزال، قاتلوا على كل كرة وكسبوا جُل المواجهات الفردية.
قال لاعب خط الوسط سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، البالغ من العمر 30 عامًا، والذي انضم إلى الفريق قبل عامين قادمًا من لاتسيو: “دعونا نرَ إن كانوا سينتقدوننا بعد هذه المباراة”.
وأضاف: “أظهرنا لهم أن الأمر ليس كما يعتقدون، الدوري ليس كما يتحدثون عنه، الكثير من التصورات (عن السعودية) غير صحيحة. أركض هناك أكثر مما كنت عليه في الدوري الإيطالي”.