اخبار الرياضة

نقطة تحول.. سر كسر ليفربول لسياسته في صفقة فلوريان فيرتز

يُمثل تعاقد ليفربول مع لاعب الوسط الألماني فلوريان فيرتز في صفقة قياسية بمثابة بيان كبير من قبل بطل الدوري الإنجليزي، حيث ستصل قيمة الصفقة إلى 100 مليون جنيه إسترليني، مع إمكانية إضافة 16 مليون جنيه إسترليني أخرى.

تتفوق هذه الصفقة على الرقم القياسي السابق لليفربول في الانتقالات بفارق كبير، فهذه هي المرة الأولى التي ينفق فيها ليفربول مبالغ طائلة على لاعب نخبوي، منذ انضمام حارس المرمى أليسون من روما مقابل 65 مليون جنيه إسترليني في يوليو 2018، بعد 7 أشهر من التعاقد مع فيرجيل فان دايك، الذي كلف 75 مليون جنيه إسترليني من ساوثهامبتون.

سر كسر ليفربول لسياسته لصالح فلوريان فيرتز

لا ينفق مسؤولو ليفربول مبالغ طائلة على النجوم الجاهزين، لذلك فصفقة فلوريان فيرتز هي بمثابة نقطة تحول كبيرة وتعبر عن مدى قيمة اللاعب، حيث ينظر إليه على أنه اللاعب المتكامل الذي سيضيف بُعدًا جديدًا إلى فريق سلوت.

المراكز التي لعب فيها فلوريان فيرتز في آخر موسمين (صورة من Athletic)

الصورة أعلاه توضح كفاءة فلوريان فيرتز في اللعب في كافة مراكز الهجوم، حيث لعب كلاعب خط وسط مهاجم أيسر، وفي المركز رقم 10، وكجناح أيسر، في مراكز الوسط، وحتى على الجانب الأيمن، وهو لاعب موهوب تقنيًّا في مسألة تسجيل الأهداف وصناعتها، وبارع في إيجاد المساحات بين الخطوط، والمراوغة السريعة، واختيار التمريرات الصحيحة.

بعد تعافيه من إصابة في الرباط الصليبي الأمامي للركبة قبل ثلاث سنوات، غاب فلوريان فيرتز عن خمس مباريات فقط في الدوري خلال الموسمين الماضيين مجتمعين، وهو ما يعني لياقته البدنية المميزة.

في موسم 2023-2024، عندما لم يُهزم ليفركوزن محليًّا في طريقه إلى ثنائية الدوري والكأس الألمانية تحت قيادة تشابي ألونسو، ووصوله أيضًا إلى نهائي الدوري الأوروبي، ساهم فيرتز بـ 18 هدفًا و20 تمريرة حاسمة في 49 مباراة في جميع المسابقات (بمعدل مشاركة في هدف كل 91 دقيقة).

لم يكن ليفركوزن بنفس القوة في الموسم الماضي، لكن فيرتز سجل 16 هدفًا وصنع 15 في 45 مباراة (بمعدل مشاركة في هدف كل 109 دقائق). في دوري أبطال أوروبا، سجل ستة أهداف في تسع مباريات.

في موسم 2024-25، كان جيريمي دوكو، جناح نادي مانشستر سيتي (32.7 تمريرة)، اللاعب الوحيد الذي حاول إيصال تمريرات أكثر داخل الثلث الهجومي من فيرتز (32.4 تمريرة لكل 90 دقيقة). وتعود فعاليته الكبيرة في هذا الكم الهائل من التمريرات إلى صفتين رئيسيتين: التمركز الدقيق وسرعة التفكير.

خلال الموسمين، لم يتفوق على فيرتز (23) سوى محمد صلاح (28)، في عدد التمريرات الحاسمة في الدوريات المحلية الأوروبية “الخمسة الكبرى”. والصورة أعلاه توضح مناطق صناعته للفرص والأهداف في الموسم الماضي وأغلبها تأتي من عمق الوسط.

يقول ديتمار هامان، لاعب خط وسط ليفربول السابق، الذي كان يُراقبه أسبوعيًّا كمحلل في الدوري الألماني مع قناة سكاي ألمانيا: “إنه لاعب استثنائي، أفضل لاعب لدينا في ألمانيا. إنه يُحسّن أداء اللاعبين من حوله. سيُحبه جمهور ليفربول”.

“أحد أسباب اقتناعي بأنه سينجح هو قدرته على الاعتماد على نفسه. لا يخشى أي تحدٍّ. لن يقلق بشأن الجانب البدني للدوري الإنجليزي الممتاز. لا أعتقد أنه سيستغرق وقتًا طويلاً للتأقلم”.

يقال إن عقل فلوريان فيرتز يعمل أسرع بجزء من الثانية من عقل اللاعبين الـ 21 الآخرين في الملعب. فهو يفهم بنية الفريق الخصم بعد دقائق قليلة من بداية المباراة، ويُعدّل تمركزه لجذب المدافعين إلى مواقع غير مرغوب فيها.

توظيفه مع ليفربول

اعتمد مدرب ليفربول أرني سلوت بشكل متكرر على دومينيك سوبوسلاي كلاعب خط وسط هجومي في موسمه الأول، لكن اللاعب المجري الدولي لم يُظهر بالضرورة جميع الصفات التي تُنسب عادةً إلى لاعب في هذا المركز.

كان سوبوسلاي عنصرًا أساسيًّا في طريقة لعب المدرب الهولندي، فقد كانت عمليات الجري بالكرة جزءًا أساسيًّا من أسلوب هجوم ليفربول، وقد جرّ ركض سوبوسلاي المتفاني مدافعي الخصوم معه، ما أتاح مساحةً للأجنحة للتقدم إلى داخل الملعب والتحرر وبالتالي تسجيل الأهداف.

في حين أن ركض اللاعب المجري الدولي المتفاني له قيمة كبيرة، إلا أن تسجيله ستة أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز وسبع تمريرات حاسمة من 36 مباراة بالدوري، لا يصل لنفس إنتاجية اللاعب الدولي الألماني.

أداء فلوريان فيرتز الهجومي أقوى بوضوح، حيث سجل 21 هدفًا و25 تمريرة حاسمة في الدوري الألماني منذ بداية الموسم الماضي، ما يدل على قوة أكبر في الثلث الهجومي، وإن كان يلعب في دوري مختلف أو أقل من البريميرليغ.

في الأخير لديهم صفات مختلفة، ففي حين يركز فيرتز أكثر على التمريرات الدقيقة، مقارنةً بصفات سوبوسلاي الكبيرة من القوة البدنية والركض. لكنهما سيخدمان ليفربول اعتمادًا على الخصم، فلكل مباراة أسلوب معين.

لماذا أنفق ليفربول هذا المبلغ؟

تأتي الصفقة القياسية في وقت حقق فيه ليفربول إيرادات كبيرة، وصلت إلى 600 مليون جنيه إسترليني لأول 2023-24، وفي العام المنقضي، ستتجاوز 700 مليون جنيه إسترليني، وهو إنجاز لم يحققه سوى مانشستر سيتي في إنجلترا سابقًا. 

نمو أرباح ليفربول سيستمر في المستقبل المنظور، حيث سيشهد شهر أغسطس/ آب توقيع النادي عقدًا جديدًا مع شركة أديداس للملابس الرياضية، وهذا العقد الجديد يمثل زيادة محتملة كبيرة على عقد النادي الحالي مع شركة نايكي. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى