تحدي التوقيت.. كيف يخطط الأهلي لعبور عقبة بالميراس؟
ينتظر الأهلي المصري مواجهة غاية في القوة والصعوبة أمام فريق بالميراس البرازيلي في كأس العالم للأندية 2025، لكن ما يزيد من خصوصية هذا اللقاء، هو توقيت إقامته غير المعتاد على لاعبي الفريق القاهري، إذ تنطلق المباراة في الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا التوقيت قد يبدو غريباً على لاعبي الأهلي، لا سيما أنه يفرض واقعاً مختلفاً من حيث الإعداد البدني والغذائي والذهني، وهو ما يستدعي خطة متكاملة على عدة مستويات لضمان الجاهزية الكاملة قبل هذه المواجهة المرتقبة.
التغذية والترطيب.. مفتاح الأداء في الطقس الحار
أول ما يجب على الأهلي التعامل معه هو الجانب الغذائي، إذ يلعب طبيب التغذية دوراً محورياً بالتعاون مع طباخ الفريق المرافق للبعثة، لتوفير نظام غذائي يضمن حصول اللاعبين على العناصر الأساسية التي تساعدهم على الأداء بقوة في ظروف حرارة ورطوبة مرتفعتين.
ويُفضل أن يتضمن النظام الغذائي كميات محسوبة من البروتينات والنشويات والأملاح، إلى جانب التزود المستمر بالسوائل المختلفة، وربما أيضاً مشروبات الطاقة لتعويض الفقدان السريع للعناصر الحيوية خلال اللعب في هذا التوقيت الصعب.
مزامنة توقيت التدريب مع المباراة
من الضروري أن يخوض “المارد الأحمر” تدريباته في نفس موعد المباراة، أي في الظهيرة، حتى يعتاد اللاعبون على أجواء التوقيت نفسه، من حرارة وإضاءة وشعور عام بالجسم.
هذه الخطوة قد تسهم كثيراً في تقليل الفجوة بين الروتين المعتاد للاعبين وظروف اللقاء الاستثنائية، ومحاولة تلافي آثاره على اللاعبين خلال المواجهة.
التحكم في الإيقاع وتجنب الاستنزاف البدني
على المستوى الفني، من المهم جدا أن يكون أداء الأهلي متزناً في بداية المباراة، فالدخول بإيقاع سريع منذ شوط المباراة الأول قد يؤدي إلى استنزاف الجانب البدني للفريق، خاصة في ظل الطقس الحار والاندفاع المتوقع من الفريق البرازيلي في أولى الدقائق.
وبالتالي، فإن اللعب بهدوء وتدوير الكرة بذكاء سيكون أفضل تكتيك ممكن، مع الحفاظ على الطاقة البدنية لاستخدامها في الوقت المناسب، خصوصا في الشوط الثاني حين تبدأ المساحات في الظهور.
خبرات أفريقية تمنح الأهلي الأفضلية
يمتلك لاعبو الأهلي تجارب سابقة في اللعب تحت ظروف مشابهة، سواء في أوقات غير مألوفة أو أجواء مناخية قاسية، مثل مباريات صن داونز في جنوب أفريقيا، والهلال في السودان، أو لقاءات أقيمت في الكونغو وتنزانيا.
هذه الخبرات تعد من الأصول التي يمكن البناء عليها للتعامل مع مثل هذه الظروف دون توتر أو ارتباك، وهو ما قد يعطي الفريق نوعاً من الثقة والراحة لمجاراة مباراته.
أهمية اتجاه الشمس.. وتوجيهات للمدافعين والحارس
من بين التفاصيل الدقيقة التي ينبغي عدم إغفالها، معرفة اتجاه الشمس وقت المباراة، خاصة في الكرات العالية، وقد يكون من المفيد تنبيه المدافعين وحارس المرمى بشأن هذا الأمر، لتفادي تشويش الرؤية الذي قد يسبب أخطاء قاتلة، كما حدث في وقت سابق في أحد أهداف الهلال السوداني التي استقبلها الشناوي نتيجة لأشعة الشمس المباشرة.
في النهاية، لا شك أن اللعب في هذا التوقيت يمثل تحدياً فنياً وبدنياً غير تقليدي، لكن التعامل الذكي مع الأمر، بدءًا من التغذية والترطيب، مروراً بتوقيت التدريبات، وانتهاءً بالإيقاع الفني والخبرة الذهنية، قد يجعل من هذا التوقيت عنصراً يمكن التكيف معه وربما استغلاله لصالح الفريق.